Blog

Home / بين القرارات و القلب السليم

June 15, 2025

بين القرارات و القلب السليم

بعدَ رحلةٍ سريعة ومختلفة، خارج نطاق شخصيتي، أشاركك محطةً مِن رحلات الحياة..
جزء مؤلم في الحياة هو “الابتلاء” ب”القرار”.
مَن لم يتذوق ابتلاء اتخاذ قرار هو شخص محظوظ على هذا الكوكب، أو على الأقل هذا ما أراه.
الحياةُ بمعطياتها ومواقفها لا تعطينا رفاهية الاختيار…ومِن ابتلاء الخيارات، فقدان أوتخلي مَن نحب؛ إلى قراراتٍ عشوائية تفتقر للهدف..
شعور اتخاذ القرار بكل ما يحمله مِن ألم الخسارة كبير، والخوف عميق..
اتخاذ القرار يحمِّلنا ثقلًا، سواء أكنتَ الجاني أو المجني عليه…ويقودنا إلى خوض رحلة طويلة بين شعور الكسب والخسارة، وقد تكون بلا عودة.
القرارات أحياناً ليست فقط اختيار بينَ ألَمَين.. لكن أصعب مافيه أنه لايحمل وجهًا واحدًا للنتيجة…بل وجوه متقلبه مِن الندم و الألم والتساؤل: هل ما فعلتُه كان صحيحاً أو يستعدي كل ذلك!؟
لَمْ يخبرنا أحد في طفولتنا أنَّ قراراتنا في الحياة ستكون عبئًا علينا و ندفع ثمنها وحدنا…لِتأتي القرارات و تبعاتها ككومة مِن القذائف على القلب، تحمل ذكريات الماضي وأخطاء الحاضر، مع شكل مستقبل غامض.
مع ذلك، تبدأ أنت في رحلة جديدة لاستكشاف ضعفك وصغرك في هذا العالَم السحيق.
ذاتك التي كنت تظن أنك تعرفها جيدًا تتلاشى شيئًا فشيئًا…تُصدم أنك لا تعرف سوى شيء بسيط عن مواطنك…وأنَّ الحقيقة ليست بهذه السهولة: كما يُقال، “رحلة البحث عن الذات هي أطول رحلة لأقرب مكان”.
لكننا نعزي أنفسنا بقوله تعالى: “إلا مَن أتى الله بقلب سليم”.
قد نختلف حول تعريف القلب السليم:
هل هو القلب الطيب بلا ذنب؟ أم هو قلب المذنب الذي يتوب ويحاول؟ هل القلب السليم هو القلب الخالي من الأمراض مثل الحقد والحسد والغضب والنفاق؟ أم قد يكون أيضًا القلب الخالي من الجروح والصدمات النفسية…لأنَّ الجروح والصدمات النفسية تترك رواسب تسبب هذه الأمراض و تصله بتلك الهاوية، فيصبح بعيدًا عن السليم ..
إذا كنت تؤمن بالمحاولات، وبغض النظر عن الأخطاء، فإن الذنب والابتلاء يأتيان بأشكال مختلفة، فالتوبة تجبُّ ما قبلها.

أغبط الأشخاص العقلانيين في قراراتهم و تنحِّي عواطفهم…أشعر أنَّ ابتلاءات القرار هي من نوع آخر، تزيدنا بطئاً وتجعلنا منغمسين في منعطفات رمادية..
فالقرارات في الحياة أشبه بالجلوس في مقهى جميل مع شخص يعرفك جيدًا وفي آخر يومٍ لكما، يواجهك بكل واقعك الذي لا يعرفه إلا الله عنك. ..وأنت في غصة، لأنك تعلم كل مايقال جيدًا…لكن كل مايدور في ذهنك: كيف الخلاص؟
كيف الخروج؟
أعزي نفسي بعد جلد الذات بأبيات الشافعي:
وَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورٌ
وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخاءُ
إِذا ما كُنتَ ذا قَلبٍ قَنوعٍ
فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ
أسأل الله بعد كل قرار مؤلم لم نتخذه بعد، أن يمسح على قلوبٍ متعبة؛ أن ينوِّر بصائرنا لنرى الأشياء كما هي، لا كما نعتقد..

SHARE THIS

Leave a reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

We’d love to help

If you are unable to pay your sessions due financial reasons!

let us know!

I cant afford

Find Me

ACT Center
233, Mohamed Bin Abdulaziz St. Al Andalous District.
Jeddah, Saudi Arabia
P.O.Box. 140905,

We Are on Social