أنا دائما في حالة انبهار من ردات فعل المجتمع اتجاه العلاج النفسي..تتفاوت ردات الفعل طبعاً
من شخص إلى آخر من السخرية الغير مباشرة بسخافة الوظيفة أو النقيض الآخر بأن المعالج هو الشخص
..الحكيم المنقذ
!و الحمدلله إحنا لا دا ولا داك
..خليني في الموضوع الأهم
من أهم أسباب عزوف بعض الأشخاص عن العلاج النفسي هو ردة فعل الآخرين اتجاه لجوئهم لطلب
:المساعدة، والتي غالبا ما تحتوي على عبارات مبطنة بالإحباط مثل
“علاج نفسي؟! ليش!! والله ما فيك شي.. عقلك بيوزن بلد”
“قوي إيمانك واستعيذي بالله.. يمكن حسد وعين”
“إيش حتستفيدي؟ صدقيني ياما ناس راحت ولا استفادت”
ترا الجلسات المتكررة تكلف كتير وما يغطيها التأمين،
حتدفعي بس عشان أحد يجلس ويسمعك!؟
” روحي سافري وغيري جو بفلوسك أفيدلك”
و طبعاً مع الكورونا لا سفر ولا حاجة
هل تبدو هذه الردود مألوفة؟
..ًناهيك أن طلب المساعدة من الأساس تكاد تكون فكرتها ثقيلة جدا
تسود لدى الكثير من الناس معتقدات ومفاهيم خاطئة حول جلسات العلاج النفسي. لكن لماذا؟ وما الأسباب التي أدت إلى هذه النظرة السلبية والمغلوطة خاصة في مجتمعاتنا؟
أولاً: غياب الوعي بأهمية الصحة النفسية
لا يزال الكثير منّا إلى الآن يفسرون أي عوارض نفسية على أنها حسد أو عين أو سوء طبع إلخ.. ولكن في الحقيقة فإن النفس تمرض تماما كما الجسد وتحتاج الى علاج خاص ومناسب. فالاهتمام بالصحة النفسيّة
.سينعكس إيجاباً على مختلف جوانب حياة الإنسان العملية والأسرية والاجتماعية وحتى الصحية
ثانياً: عدم الإيمان بفوائد جلسات العلاج النفسي تحديداً
يستهين كثير من الناس بجلسات العلاج النفسي ظنّاً منهم أنها تقتصر فقط على الاستماع لمشاكل العميل. إلا أن هذا الكلام مغلوط ومنقوص! فالعلاج النفسي عِلمٌ قائم ومثبت، درسه المعالج وتدرّب عليه لسنوات طويلة. وإن كان الاستماع جزءاً مهماً من العلاج، إلا أن هدفه الأساسي هو معرفة حقيقة الأعراض والمشاكل التي يعاني منها العميل لمساعدته على إيجاد الطرق الأنسب للتعامل مع واقعه ومشكلاته، وذلك عبر خطوات علمية ومدروسة. على سبيل المثال لا الحصر، أثبت العلاج الدوائي أو السلوكي المعرفي فعاليته في إنقاذ حياة الكثيرين من مرضى الاكتئاب الذين فكر بعضهم بالانتحار، ومساعدة آخرين على تخطي الصدمات أو السيطرة على مشاعر سلبية كالقلق والوسواس
ثالثاً: تأثير ثقافة الاستهلاك السائدة
لقد عوّدنا نمط الحياة العصريّة على فكرة الحصول على النتيجة والفائدة الفورية والمحسوسة (تسوق بكبسة زر وأنت في بيتك.. اشتر الآن وادفع لاحقا.. بعض الحقن الصغيرة وستبدو أصغر بسنوات .. إلخ). إلا أنّ هذا لا ينطبق على العلاج النفسي، فهو غير ملموس ولا يمكننا حتى قياس نتائجه من خلال التحاليل أو الأشعة. بل هو علاج يحتاج إلى الجهد والوقت والصبر، والاستفادة منه تراكمية، جلسة تلو جلسة، فالمعالج النفسي لا يملك عصا سحرية بالتأكيد
كما ولهذه الثقافة تأثير سلبي على أوجه الصرف وتحديد الأولويات لدى الإنسان، فنرى في بعض الأحيان من يقوم بصرف مبالغ طائلة بل ويلجأ لاقتراض المال من أجل الكماليات والمظاهر، وبالمقابل يُهمل صحته النفسية لعدم قدرته المادية
لذلك لا بدَّ من إعادة النظر في كيفية صرفنا للمال، ووضع الصحة النفسية في سلّم الأولويات
رابعاً: سعر الجلسات العلاجية مرتفع ومبالغ فيه
بداية يجب أن لا نننسى أن المعالج النفسي هو مثل صاحب أي مهنة أخرى، هدفه الأساسي العمل والكسب المادي لتأمين حياة كريمة له ولعائلته
وإذا أجرينا مقارنة بسيطة بين الوقت المعطى للعميل والمبلغ المدفوع، لوجدنا أن سعر جلسة العلاج النفسي ومدتها “٥٠ دقيقة أو ساعة و مايعادلها” يعادل رسوم زيارة لطبيب عادي قد لا تتجاوز مدتها “٥ إإلى ١٠ دقائق”. أي أن المعالج يتقاضى نفس متوسط سعر ساعة العمل في أي مهنة أخرى. وقد يرتفع سعر الجلسة كلما ازدادت خبرة المعالج وشهرته، وهذا ما يحصل أيضاً في جميع المهن والاختصاصات
مع الإشارة إلى أن ما يتقاضيه المعالج لا يُشكل ربحاً صافياً له، فهنالك التكاليف الثابتة من إيجار العيادة ورواتب الموظفين، وفواتير الكهرباء والماء وتأثيث المكان إلخ… ناهيكم عن تكلفة الدراسة الباهظة
ومن الظلم الاستهانة بوظيفة المعالج النفسي، فهو يقضي ساعات عدّة من النهار يستمع لمآسي ومشاكل العملاء [بكل حب طبعاً] لأنها وظيفته
كما وأن عمله مع المراجع لا يقتصر فقط على وقت الجلسة التي يقضيها معه، فهو يقوم بتقييم شامل لحالته بالتنسيق مع طبيبه النفسي لوضع خطة علاج عملية مناسبة له. بالإضافة إلى اضطراره في بعض الأحيان للمناوبة في المستشفى للإشراف على حالات العملاء المنومين هناك، خاصة الحرجة منها مثل محاولات الانتحار للتأكد من سلامتهم والرد على تساؤلات أهلهم
خامساُ: لا يستطيع ذوي الدخل المحدود تحمل تكاليف العلاج النفسي
للأسف، لم تنجح إلى الآن محاولات المعالجين لإدراج العلاج النفسي ضمن تغطية شركات التأمين
حاولت أنا شخصياً بعدة محاولات و تم رفضها دون الحصول على جواب منصف
إلا أن هذا لا يعني أنّ ذوي الدخل المحدود لا يمكنهم الاستفادة من جلسات العلاج النفسي بالمطلق. فمثلا يستطيع طلاب الجامعات الحصول على خدمات الجلسات الارشادية المجانية المقدمة لهم من قِبل الجامعة. كما وأن المستشفيات الحكومية تقوم بتقديم جلسات مجاناً او بسعر رمزي أو مجاني
كما توفر بعض العيادات نظام ال(sliding scale) للعملاء ذوي الدخل المحدود، والذي ينص على وضع خطة علاجية بسعر مخفّض يتناسب مع مدخولهم الشهري، وهذا يتطلب تقديم المستندات التي تثبت الحالة المادية للعميل. لذلك من الضروري أن يقوم المراجع بمصارحة المعالج بحقيقة وضعه المالي ومناقشة الحلول الممكنة معه
وأما في حالات الحروب والكوارث، فغالباً ما يتم تنظيم حملات تطوعيّة لتقديم الدعم النفسي للضحايا والمتضررين بشكلٍ مجاني
ختاماً، أتمنى أن نساهم بتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة حول المعالج والعلاج النفسي
و لكل من قام بإحباط أحدهم في رحلة علاجه
[ما أقول غير الله يهديك] 🙂
و بأن يعيد النظر في ردود أفعاله، وعلى العكس، أن يكون داعماً وسنداً له حتى يتمكن من الاستمرار في رحلة الحياة بوعي و أمل أكبر
SHARE THIS
It’s saying a lot things specially in Saudi many people think it’s easy or not a big deal but the truth it’s more painful when the you have a real problem and you can’t prove it to your family or friends
Thank you so much MRs. Salma
We all need it, that’s a true..
But we are keep ignoring our mentally health until we lose more than our expectations..
Good luck
أوافقك الرأي اذا المعالج النفسي كان طبيب .. اما يكون ما خذ دورات و كورسات سواء بأمريكا و أو بريطانيا
فهو لايقارن بالطبيب النفسي في التكلفة