كثير منّا سمع بالسكر التراكمي، لكن هل سمعت بالرفض التراكمي؟
هي تلك الذكريات التي أشعرتك بمزيج من الخجل والرفض لسبب لم تفهمه ولم يستوعبه عقلك، أو أنها
.بعض من الندبات المحبطة على طريق الحياة والتي لازالت تخط أثارها أحياناً عليك
قد تكون بدأت تلك الذكريات بابنة الجيران، الصديقة القريبة التي قضيت وإياها في اللعب نهارات لا تستطيع عدها لكثرتها. كيف تنكرت لك عندما زارتها إحدى قريباتها وتظاهرت أنها لا تعرفك! ورغم استعطافك الطويل لها كي تضمك لدائرة اللعب في الحديقة المقابلة لعمارتكم كما هي عادتكم، قابلتك هي برفض أشد وأطول دون سبب مقنع، تلاه إحساسك بخجل غير مفهوم أمام الزائر الجديد وأمامها، أثار تساؤلات كثيرة
.تعصف بعقلك وتعتصره عما حدث وبدر لِتُهمّش و تُستبدل
وهل تذكر حفلات الصغر؟ وفرحتك الغامرة بعد وعد والدتك إقامة حفلاً كبيرًا ليوم ميلادك. كيف امتلأتَ غبطةً عندما دعوت كل فصلك، وكيف شعرت بالفخر وأنت توزع عليهم بطاقات دعوتك التي اخترتها بعناية لتناسب شخصيتك الكرتونية المفضلة. وقتها وعدوك جميعًا بالقدوم إلى منزلك، فزينت أنت مع إخوتك الصالون بالبالونات وشرائط الكريشة الملونة، وراقبت والدتك مبتسمًا وهي تعجن وتخبز ثم ترص بعناية لضيوفك المعجنات على الأطباق. أشعرك اهتمامها بزوارك أنك الطفل المعجزة، وأن يوم ميلادك سيخلده التاريخ، حتى أنك لم تنم ليلتها من فرط الحماسة، وانتظرت الغد يوم انهيال هدايا الأصدقاء، أليس الغد بقريب؟! ومرت الساعات الخامسة .. السادسة .. السادسة والنصف ولم يأتي أحد، ومع آذان المغرب يأتي زميل واحد الساعة السابعة حيث السماء تطفئ ضوءها، الثامنة.. ثم يمر الوقت ولا يقرع الباب ضيف آخر. أطفئتَ الشموع، وانتهى الحفل وأنت وحدك حول الطاولة وكعكتك التي طُبعت عليها صورتك وضيف واحد. هل تسمي ذلك الشعور الذي مررت به بالرفض..! هل تذكر كيف بت ليلتها..!؟
تذكر” أبلة سمر“ معلمة الرياضيات؟ تلك التي حاولت بكل جهدك إثارة إعجابها رغم أن الرياضيات والمسائل الحسابية لم تكن بالسهلة أو المحببة لك، لكنها آثرت زميلك باهتمامها ومدحها لأنه الأسرع فهمًا والأكثر تفوقًا في مادتها، بينما كنت أنت تتعثر بالمسائل الحسابية، وتستغرق فيها مطولاً. شعرت أن حبها مشروط بقدر ذكائك الحسابي، لكنك كنت تعزي نفسك حينها و تقول “أن لديك جوانب أخرى تميزك أهم وأكبر من أرقام
.”على ورق
ثم مرت الأيام ودخلت تخصصك المحبب في الجامعة، فتفوقت واعتقدت أنه زمن حظك، وأن الرؤوس تساوت و المنافسة الحقيقية الشريفة بدأت هنا وستكون
.لصالح ذكائك واجتهادك
ولأنك ذكي فعلاً ولست كما ظنت مُدرسة الرياضيات، سُرعان ما تيقنت أن فرصة قبول ابن الدكتور الفلاني كمُعيد في الجامعة أعلى من فرصك
كلها، وأن حصيلتك العلمية ومهاراتك العملية لا يمكنها مجابهة
.قوة واسطته رغم تفوقك عليه و جدارتك
تُذكرك أيام الجامعة بذكرى رفضك العاطفي، هل تذكر تلك الفتاة؟ تلك التي تدربت طويلاً عما ستقوله لها، وانتظرت كثيرًا اللحظة المناسبة لمحادثتها. طلبت منها مساعدتك في الدروس، ولم يسبق لك أن طلبته من سواها. اتفقتم على اللقاء، فتجهزت أنت واحضرت معك باقة من الورد و شيبسها المفضل، لتبدوا مهذبًا وتبرز لها اهتمامك بها، ترتقب ساعتك وتنظر في أعين المارة لعلها تحضر.. ولا تظهر!.. ثم تأتيك رسالة سخيفة وباردة في اليوم التالي منها تقول لك أنها “قد انشغلت.. ونسيت أن تعتذر” فأجبتها متأخراً، لتحفظ ما تبقى
.من كرامتك، أن زميلك قد قام بالواجب وأكثر
رفض .. يليه رفض.. اعتقدتَ أنك نسيته.. لكنك أُصبت باكتئاب جعل والدتك ومن حولك من أصدقاء يشددون على زيارتك لمختص، فزرته وقرأ عليك الطبيب النفسي الأعراض المصاحبة لحالتك، فوافقت على
.”وجودها، لكنك رفضت التشخيص عندما قال لك” لديك اكتئاب
أتفهم شعور الظلم وعدم الإنصاف الذي مررت به، فمفهوم الرفض يأتي بكل الأشكال التي لا نحبها، برفض أحلامنا البسيطة وطلباتنا من قائمة الحياة، التي لم تكن مُكلفة على أحد “كما نظن“. وأتفهم رفضك لتشخيصك بالإكتئاب، الذي ما هو إلا مطب من مطبات الحياة، فأنت لست مرضك، والمرض لا ُيعرّفك
.كشخص إلا إن سمحت له أنت
لكنك مع مرور الوقت نضجت، وتعلمت طرق جديدة في التعامل مع مشاعر الرفض، وأصبحت أكثر
..تسامحاً وتقبلاً لفكرة الرفض
لقد فهمت أن رفض جارتك للعب معك، لم يكن نتاج سبب شيء يخصك، فكمية المرات التي لعبتم بها سوياً وكنتم سعداء تضاهي ذلك الموقف المستفز.. وأن ذكرى يوم ميلادك هي ذكرى حنان وكرم والدتك، ووقفة إخوتك، وإخلاص زميلك الذي حضر لجبر قلبك فهو بألف صديق.. والجميل أكثر أنك اليوم لديك أصحاب كثيرون يقفون بجانبك ويدعمونك.. المهم الحاضر..أليس كذلك؟
وأصبحت تدرك أيضاً، أن مُدرستك كانت نتاج نظام تعليمي عقيم ركز على التلقين ودش معادلات “أُس تربيع”و غيرها التي لا تنتمي لواقعنا بِصلة. ولو كانت لديها نظرة أعمق لكرست جهدها باكتشاف مواطن القوة فيك وصنعت منك معجزات! أما زميلتك التي أتفق معك على سخفها، فأتفق معك أيضًا أن سذاجتها وسوء تقديرها لم تُعلمها مقدار أذية تصرفها عليك. لكن كل ما هو مهم أن تبحث عن غيرها إلى أن تجد الشخص المناسب الذي لن يتأخر عليك و
.يتركك وحدك، سواء كان صديق أو حبيب
وأخيرًا كان احتسابك لعدم قبولك في المعيدية واجتهادك سببًا لأن تكون طبيبًا ناجحًا يشهد له مرضاه، ويزيد دخله عن زميله المعيد بالواسطة
لا يهم ذلك الرفض المتراكم، المهم الآن هو أنك نضجت مع تَقلبات الحياة والآخرين، وتركت أحزان لا تستحق بسبب توقعات مبالغة بمن حولك.. المهم أنك وعيت بقدرك.. أنك تعلمت صنع مسافات لحماية قلبك.. المهم أنك
..أصبحت ترى فيك كل الحياة ومسبباتها وسُبلها
ماذا عنك أنت .. ما الذي تعلمته من مشاعر الرفض التي مررت بها؟
SHARE THIS
أن تكون دائما هناك مساحة كافية بيني وبين الآخرين لا أحاول تجاوزها ولا أسمح لهم بتجاوزها، سأعيش في ألم داخلي أقل تكلفة من ألم خارجي بسبب علاقات لا أعرف حقيقتها أو صدقها..
ان احمي نفسي من الخيبات .. اني تعلمت ات العطاء يجب ان يتوقف اذا تم استغلاله..ان اسعى لحماية نفسي بإسعاد نفسي و عدم التركيز على الخيبات لكي لا اعرق في دوامة الكآبة ??
صحيح وضع نفسك من قائمة الأوليات و محبة ذاتك و اسعادها أهم الوسائل للتكيف مع التوقعات و الخيبات
كنت ألاحظ رفض متكرر من صديقات قريبات.. رفض غريب ومتناقض رفض حتى بدعوتي لمناسبات كبيرة ، حتى استوعبت في يوم أن مواصفاتي شعري لون بشرتي شكل جسمي اهتمامي وذوقي هو السبب الأغلبية حولي تشعر بالغيرة.. الأغلبية تخشى مصادقة وحضور امرأة جميلة.. بعد إدراكي لهذه النقطة أصبحت انشغلت بحياتي العلمية الآن أشعر براحة تامة بوحدتي ولا أتوقع الكثير
I think managing expectations and if I want to do something I do it without expecting the return of the investment of the expectation 🙂 that is the takeout for me!
And perhaps, taking the time to ‘self talk’, meaning, whenever I face a rejection moment, I look into the triggers and why I consider it a rejection, perhaps I zero it and marginalize it to nothing!
صراحة التوقعات شهد تأثر بشكل كبير، الافضل تخليها واقعية بسيطة أوأقل ..و الاستمتاع بالقدر الموجود عشان مايتسلل لك الاحباط من الغير.
و حوار الذات و عدم انتقاد النفس طبعاً يعطي مفهوم ايجابي عن النفس بعيد عن التقصير و اللوم
أخخخخخ على الجرح يا سلمى…
أعتقد كلنا مرينا بمواقف مشابهة زمان و ما زلنا بنمر بها
الحمدالله إنه كبرت و صرت مدركة إنه تصرفات البعض السخيفة بتكون مشكلتهم هم مو مشكلتي
و إنه المواقف فعلا بتظهر معادن الناس و معدني أنا كمان و قديش أنا قوية و قديش أنا نضجت و اتعلمت و اتمرنت على مواجهة مواقف الحياة اللي مافي منها مفر
اللي يبغانا أهلا وسهلا و اللي مو مقدرنا و مو محترمنا الله معاه!
الحياة حلوة و الناس الحلوة موجودة و حنلاقيهم لما نبطل نتعلق في ناس ما تستاهلنا
صحيح كلنا مرينا و حنمر، و تبني استنتاجات جديدة منطقية أو ايجابية عن الواقع تخلينا نعيش بسلام داخلي